أخيرا ... إليك يا قلمي عدت ..
أمضيت يوما رائعا بالأمس .. حين سافرت إلى قريتنا التي اعتدت تسميتها ( بالبلد ) ... لحضور ذكرى الأربعين لجدي ( رحمه الله )... رغم معرفتي بعدم وجود أصل لتلك العادة الريفية القديمة في الدين ... إلا أنه يوم يطعم فيه الفقراء , ويتلى فيه القرآن , ويترحم فيه على المتوفي ... يكون يوما مليئا بالخير والثواب ... والسعادة رغم تملك الحزن القلوب .
مساحات خضراء واسعة على طول الطريق
تقابل السماء في لا نهائية
وحلم صغير
استيقظ من أعماق ذاكرة النسيان
لطفلة تلهو على أعتاب الزمان
في حرية
داخل القرية...حيوانات شتى ....
ائنان من الماعز يتصارعان بالقرون ... من أجل الطعام على الأرجح ... فهي سياسة البقاء للأقوى لا تزال .. لم تستطع مدنية الإنسان قهرها .
تجمع من صغار البط في تقارب يشعرك بالدفء ويغمرك بالحنان ...لم يتحركوا رغم اقتراب اطار السيارة منهم ... لأنهم جميعا , فلا مجال للخوف ...
وما إن بدأ أحدهم بالتحرك ...حتى تبعه الآخرون في نظام نفتقد إليه نحن البشر .
وما إن بدأ أحدهم بالتحرك ...حتى تبعه الآخرون في نظام نفتقد إليه نحن البشر .
أقصر الأوقات ... أكثرها سعادة ..
كم استمتعت بتلك اللحظات القصيرة حين لم أسمع سوى صوت النفس ... وما أشد صعوبة تلك اللحظات التى استمعت فيها لوخز الضمير.
قررنا أن نقرأ لك يا جدي القرآن ... وقررت أن أبدأ بسورة أحبها ... هي سورة الرحمن ... استمريت فى القراءة حتى وصلت إلى آيات من سورة الواقعة ... : بسم الله الرحمن الرحيم
" فلولا اذا بلغت الحلقوم , وأنتم حينئذ تنظرون , ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون "
سمعت أبي يذكر أنه قد عاش تلك اللحظات معك ....
وتلك آيات شعرت أني أقرأها للمرة الأولى
ومعان استشعرتها في ذكرى رحيلك .
أتعرف ... لم أشعر بالحزن .. حين مررت بقبرك ... حين دخلت حجرتك وشعرت بطيفك يملأ أرجاء الماكن ... وروحك تسكن رائحة غرف الدار ... حين رأيتك ممدد على ذلك السرير وقد أسلمت إلى سكون الموت ... ذكريات في عقلي لم تحرك مشاعر قلبي ... ولم أتساءل لماذا .... ربما لأني أعرف الإجابة ...
فرحيلك يا جدي واقع مؤلم .. لم أنسه يوما ... ولم أصدقه بعد ... انه فقط الإعتياد على حقيقة بلا رغبة في إدراكها ... فأنا أعلم ما سيحدث إن حاولت التفكير فيها ... سيصرخ قلبي
وحينها ......!
كان يوما صاخبا .. مزدحما بالمشاعر ..
السعادة
الحب
الرحمة
الخوف
الحزن
الحيرة
والأمل
وأخيرا
البراءة ....
2 قالوا رأيهم:
اقصر الاوقات هو اكثرها سعادة
انا حاسة ان الجمله دى المفروض العكس يعنى اكثر الاوقات سعادة هى اقصرها
حلوة جامد جملة الاعتياد على الحقيقة بلا رغبة فى ادراكها
فعلا جملة رائعة
انه فقط الإعتياد على حقيقة بلا رغبة في إدراكها
إرسال تعليق
هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..