ذكريات طفلة ..

دائما ما نحن للعودة إلى الطفولة لأنها كانت أنقى فترة بحياتنا .. فهيا عد معي بالزمن لتلك الفترة المحببة إلينا

أولها كنت تُحمل على الأيدي وتداعب وتجد حنانا من الجميع .. خاصة إن كنت الأول أو آخر العنقود

ثم بعد ذلك تبدأ بالحبو والعبث بكل شئ حولك .. وتقوم بمهامك كهادم اللذات في البيت

فلا يهنأ البيت في وجودك  بطعام أو كلام

ثم بعد ذلك تبدأ بالمشي وفي بدايته يبدأ التعثر فيه .. فتقع وتقوم .. وأنت بين هذا وذاك تضحك .. ووالدتك يكاد قلبها يتمزق خوفا عليك من تلك العثرات التي لاتدرك أنت عواقبها

 تلك الفترة لا نتذكر الكثير عنها أو لا تترك معالم كثيرة في مخيلتنا

كل ما يمكن أن يذكرك بها هو القليل من الصور وبعض الحكايات عن مغامراتك عندما كنت صغيرا

ثم تاتي مرحله الحضانة تبدا الذاكرة في التسجيل من تلك المرحلة .. أنا أتذكر حتي الآن اول حقيبة

حملتها في الحضانة .. وشكل أول زي مدرسي ارتديته .. وأسماء أساتذتي وأستاذاتي

وبعض الزميلات اللاتي تميزن بأشياء تجعل نسيانهم صعب علي الأذهان

ثم بعد ذلك تنتقل إلي الصف الأول الإبتدائي تشعر بأنك قد كبرت ودخلت مرحلة جديدة

وبسبب النظام العقيم في التعليم تفقد المتعة بطفولتك فاليوم عليك أن تكتب الدرس خمسة مرات

ولأنكم فصل مشاغب ستكتبون الوحدة كاملة

وفي أيام إجازة نصف العام كأنما يؤرقهم أن نتمتع بها .. فتجد مدرس اللغة العربية يطلب منك تحضير دروس الترم الثاني

كلها ومدرس الرياضيات (الحساب) يطلب منك أن تحل كتاب التمارين كله

كنت في الصف الأول الإبتدائي تنظر إلي ذلك العملاق العظيم الرائع في الصف الخاااااااااااااااااامس الإبتدائي نظرة إجلال

واحترام وتتساءل كيف وصل إلي تلك المرحلة الصعبة  .. ما أجمل براءة الأطفال !!!

وسرعان ما وصلت أنت إلي الصف الثاني فالثالث وهكذا

وأجمل ما يميز تلك الفترة هي مكاننا المفضل (الشارع) .. للأسف لم أكن متشردة

أندم كثيرا علي أنني أضعت طفولتي ولم أستغلها في التشرد

ولكن اذا كنت من هؤلاء الاطفال المتشردين فإنك كنت تعود من المدرسة إذا من الله عليك وعدت في ميعادك المحدد

ثم بعد ذلك تركض إلي المنزل فتبدل ملابسك وتحل واجباتك بسرعة البرق وتنزل الي الشارع لتجد العجل ولعبة الحرب

والمسدسات الخشب وتجد للبنات العرائس والأتاري

لعبة ماريو والبطة والمصارعة وغيرها

ولكن عندما تحين الشمس للمغيب يدق جرس الإنذار فقد حان موعد مازنجر لا أعلم كيف لا يعلمه الكثير

مازنجر كان مثل أطفال شارعنا الأعلى .. كان إذا  نادي أحدهم أنه قد أتي تجد كل منا قد ترك ما في يده ليركض إلي أول منزل يقابله

ليشاهد مازنجر وما إن ينتهي .. حتي تعود الحياة في الشارع مرة أخرى ويعود الأطفال إلي لعبهم

كنت بين هذا وذاك لا افعل إلا أنني أشاهد أولاد أعمامي يلعبون وأشجعهم وأقصي ما كنت أفعل أن ألعب مع

ابنه عمي بالعرائس وأشاهد مازنجر ونلعب الحجلة 

وعندما يعلو صوت الأمهات ويشير إلي أنه حان الوقت للصعود إلي المنزل  يدخل كل طفل إلي بيته وأول مكان يدخله هو الحمام

حتي يزيل ذلك التراب الذي دمر ملابسه ووجهه ثم يخرج ليحضر حقيبته وينام

وهكذا كل يوم كانت حياة جميلة ممتعة ليست كتلك المملة التي نعيشها الآن

حياة بلا ملامح .. لا تجد فيها ما يجعلك مستمتع بها من قبل ولذلك تحن إلي فترة الطفولة

انا لما بحب اتسلي مبحبش اازاز لب

 انا عندي اقرا مجله او ارسم زي ما احب

أعتقد أن جميعنا يتذكر تلك الكلمات جيدااا

تتذكر تلك البنت الجميله خفيفة الظل التي كانت تؤدي تلك الأغنيه

منذ أيام أخذني الحنين إلي الطفوله فشاهدت تلك الاغنيه احسست الفرق بين طفولة زمان وطفوله الوقت الحالي

طفوله زمان كانت بريئة اما طفوله الوقت الحالي كلها (naughty naughty)

اتذكر من اغاني طفولتي ( اصحابي وصحباتي هنا ومحلك سر بصوا وشوفوا حاجاتي بس لكن في السرررررر)

ما اجملها من كلمات وما اجملها من اغاني

اتذكر اغاني العيد مع صفاء ابو السعود كان بالفعل للعيد فرحة لا تضاهيها فرحة

صلاة العيد ثم الفطور ثم الانطلاق بين الاعمام والخلان والعمات

الان يمر العيد ولا نشعر فيه الا بالملل لانه لا يجوز الخروج من البيت في وقت العيد لان الشوارع مزدحمة

واشكال الشباب لا تسر

عندما كنت طفلة كنت اتعجب عندما اري من هم اكبر مني سنا يبكون في الصلاة

او يبكون حين يسمعون القران

كان كل ما اعرفه هو انني يجب ان اصلي حتي يحبني الله وحتي يرضي عني ويرضي عني والداي

وان هذا القران كلام الله ويجب ان نحفظه ومن وجهه نظرنا كاطفال كنا نحفظه للمسابقات وحتي احصل علي

مكافاة من ابي او امي

ولكني لم اكن اعرف السر الحقيقي وراء ذلك البكاء الا بعد ان كبرت وعرفت ان الدنيا فيها

الكثير يمكن ان نبكي عليه لم اكن اعلم االا انني سادخل الجنة لم يخطر ببالي ولو لمرة ان هناك نار وعذاب

كنت اعتقد ان اكبر ذنب ارتكبه ان اكذب ولم اكن اعرف ان الحياة بها الكثير من المواقف 

التي نخطأ فيها ونصيب

اليوم فقط عرفت سبب البكاء اليوم فقط عرفت كيف يكون الذنب وكيف يكون الندم

كان اكثر شئ يحزنني ان افقد دميتي او افقد قلمي او افقد مصروفي

لم اكن اعرف انني من الممكن في يوم من الايام ان افقد اناس من احب الناس الي قلبي وان افارق واقابل

لم اكن اعرف ما معني كلمة موت او فراق ولكن عندما كبرت عرفت كيف يكون الفراق

كانت قلوبنا نقية صافيه ليس بها حزن او كره او غيرة او حقد ولكن كلما كبرنا بدأت القلوب تتغير والنفوس

تتبدل ويزول النقاء ويشوب القلب الكثير من الشوائب

في الطفولة كانت فرحتنا تكمن في شيكولاتة او بسكوت او شيبسي ولا نطمع باكثر من ذلك

اما الان فالفرح الحقيقي بالسيارة او بالموبايل او بالنظارة الشمس كلما كبرنا كلما زادت متطلباتنا تعقيداا

ولكن حتي الان لم افقد الامل في ان اعيش طفولة ثانيه خاصة ان كان بيتك ملئ بالاطفال

لا تحزن ان مرحلة الطفوله قد ولت فربما ينتظرك مرحله افضل فعش يومك واستمتع به ولا تنس ذكرياتك فاليوم سيكون ذكري غدا

كما ان الطفوله هي ذكري اليوم