الاثنين، 1 مارس 2010

أنا سامعك انتى وبس يا أنا


(لماذا انقطعت الأغانى فجأة ؟ وعلى ماذا هؤلاء الشباب يرقصون ؟ ما هذا الصمت الرهيب ؟ لماذا اجد الشفاه تتحرك دون ان اسمع اى كلمات ؟ ياإلهى لقد اصبحت اصم )

هذا ما قاله آسر ذلك الشاب الطائش وهو وسط حفلة ما كانت تقام فى ملهى ما . قبل ان يذهب الحفلة كانت حياته فراغ لا يملؤه سوى نفسه كان يتونس بنفسه ولا يسمع احد سوى نفسه نفسه وفقط . حقق بإجتهاده الوصول لأدارة احد الشركات وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره فلنقل انه وصل لتلك المكانة باجتهاده وتزوجه لإبنة صاحب الشركة . كان دائما يتعجب لوجود هؤلاء المستشارين فكان يجتمع بهم كل ما يجد جديد ويتركهم يقولون آرائهم بحرية وديموقراطية شديدة ثم ينفذ قراره الذى اتخذه قبل اجتماعهم من الأساس حتى انه لم يكن يحاول ان يستمع اليهم . وعندما كان يخرج مع أصدقائه كان يتكلم عن نفسه طوال الوقت واذا تكلم احد اصدقائه لا يعيره ادنى اهتمام ولا يركز فى كلامه , اما فى البيت كانت زوجته تكلمه عن يومها وعن جيرانهم وهو لا يعيرها اى اهتمام ويقول لنفسه ( حقا ومن يهتم بتلك التفاهات ؟ )
وكان يزور والدته كل عدة ايام التى كانت تعيش مع اخته فى ذلك البيت بعد وفاة والده وكانت امه تطلب منه احضار ادوية لها وتقول له الاسماء ولكنه يسمع دون اصغاء هكذا كانت حياته .
حتى جاء ذلك اليوم وذهب لذلك الملهى لحضور حفلة وحدث ما حدث واصبح اصم فجأة , اصابه الهلع وخرج بسرعة من الملهى وعاد لبيته وأخذت زوجته تكلمه كالعادة ولكنه اصبح اصم الآن , ولكن الغريب انه شعر بإرتياح فلم يعد يضطر ليستمع لتلك التفاهات بعد الآن ولم تتغير حياته بل اصبحت بالنسبة له افضل فهو قد اصبح يسمع نفسه وفقط .
ما الجديد ؟ حتى الناس الذين كان يتعامل معهم لم يلاحظوا الفرق حتى جاء ذاك اليوم الذى صدمته سيارة اثناء عبوره الشارع وهو بالطبع لم يسمع بوق السيارة وحدث التصادم وكسرت ذراعه اليمنى وعدة ضلوع وخرج من المشفى وهو يفكر انه يريد ان يستعيد حاسة السمع وانه نادم على عدم استماعه لأقرب الناس اليه .
وهو يمشى مر بالقرب من صيدلة فدخلها لكى يشترى الأدوية لوالدته ولكنه لم يتذكر اسمائها حاول كثيرا ان يتذكر اسماء الادوية فلم يتذكر سوى اسم دواء واحد واحضره شعر بأنه بدأ يسمع الأصوات كهمس خفيف . اليوم التالى ذهب للعمل وقرأ اقتراح احد المستشارين الذين لم يكن يستمع اليهم فوجده رائعا وامر بتنفيذه على الفور فشعر انه اصبح يسمع الاصوات بوضوح اكتر . ذهب لبيته استمع لزوجته وجدها تقول له انها كل يوم تكلمه على اكثر من شخص يريد الزواج بأخته ولكنه لا يعطيها رأيه ذهل عندما استمع لهذ الكلام ووافق على ان يقابل آخر شخص تقدم لأخته وحدد معه معاد هنا
احس ان سمعه استرده كاملا ومن يومها وقد اصبح يستمع للناس من حوله قبل نفسه...

1 قالوا رأيهم:

Doha يقول...

جميلة :)

إرسال تعليق

هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..

ازاي أنا رافع راسك وانتي بتحني في راسي ازاي ؟!

ازاي أنا رافع راسك وانتي بتحني في راسي ازاي ؟!

بحبك يا بلادي

بحبك يا بلادي

جمعة النصر : )

جمعة النصر : )

كلنا ايد واحدة

كلنا ايد واحدة