أنا الطائر الجريح

تأتى على بالى الآن ذكرى وقوفى على تلك الشجرة العملاقة بعد رحلة طيران طويلة لقد كنت حقا مرهقة وقد شعرت بالأمان على أغصان تلك الشجرة الكبيرة التى كانت تقع فى قلب الغابة شعرت فيها براحة غريبة شدتنى إليها وسمعت تسبيح تلك الشجرة وشجرة اخرى صغيرة بجانبها وبعد ان انتهوا قالت الشجرة الصغيرة للشجرة الكبيرة ( اتمنى ان اصبح كبيرة مثلك لى كل هذه الأغصان ) (لا تستعجلى الأمور يا عزيزتى فأنا لى أكثر من مائة عام بينما انت ما زلت صغيرة ) وماكادت تنهى كلامها حتى شعرت بهزة قوية فنظرت لأسفل وجدت هناك بعض الرجال يقطعون الشجرة الكبيرة حزنت كثيرا من أجلها وطرت للشجرة الصغيرة ووقفت عليها حتى وجدتهم بدأوا يقطعون الشجرة الصغيرة ايضا طرت مبتعدة وانا حزينة افكر كيف يدفع المال بعض الناس ان يقطعوا الأشجار مقابل الحصول عليه ووقفت على عدة اشجار فقد كنت تعبة لا أقوى على الطيران وبعد مسافة كبيرة نظرت خلفى وجدت هؤلاء الرجال قطعوا كل شجرة وقفت عليها صعقت إذا هم يبغون اصطيادى انا منذ البداية فأنا طائر نادر ...اعتصر الحزن قلبى وقررت ان اسلمهم نفسى حتى يكفوا عن تقطيع أشجار تلك الغابة ووقفت على الارض فى استسلام وتركتهم يأخذونى حتى تظل الغابة سليمة وبعد ان وضعونى فى قفص وجدتهم يواصلون تخريبا فى الغابة وقبضوا على عدد كبير من الحيوانات النادرة ووضعوها فى اقفاص بجوارى ثم أحرقوا الغابة حتى يخفوا آثار جريمتهم صعقت حقا وأدركت ان تضحيتى هذه لم يكن لها فائدة اختنقت من كل العالم من حولى وقررت ان اقضى على حياتى فأخذت اضرب رأسى بقوة فى قضبان القفص ولكنى شعرت بوخز وسائل يتدفق الى دمائى لقد حقنى المجرمون بمادة مخدرة لقد علموا ما كنت اخطط له ..ثم بعد ذلك عرضونى فى مزاد فى السوق السوداء وما كادوا يخرجونى حتى يشاهدنى الناس حتى استجمعت كل ما تبقى فى من قوة وطرت بأقصى سرعة فجأة صرخت (آه ما هذا الذى اصابنى انى ارى سيلا من الدم يتدفق من جانبى لماذا اسقط هكذا) وها انا ذا على الارض اتنفس انفاسى الأخيرة لقد مر كل هذا امام عينى كومضة البرق الوداع ايتها الحياة الوداع ايتها الشجرة الحنون سامحينى الوداع