أحلام وأحلام..

وحيد فى سكون الليل يرنو صداه...أسير فى قيود العجز تشكو يداه..

حلمه سابح فى الفضاء.. طائر فوق السحاب..

عقله يسأل فى لهفة..أهو الحلم أم السراب..

ليجيب قلبه مسرعا بالسؤال..

وما الحلم وما السراب..

فيفكر العقل طويلا ثم يجيب بالسؤال..

وما الحقيقة وما الخيال..

وبين الإجابة والسؤال..يظل صاحبنا يبحث عن حلمه الذى لم يراه..

وحيد فى سكون الليل يرنو صداه...أسير فى قيود العجز تشكو يداه..

بماذا تحلم؟؟ إذا وجهت هذا السؤال الى مجموعة من الشباب فى نفس عمرنا وحتى نهاية الدراسة فأتحداك بأن أكثر من تسعين بالمائة منهم سيجيبون كالتالى :" احلم بأن اشغل وظيفة مرموقة واتزوج امرأة جميلة مثقفة عاملة..."

لتطلب منه أن يوضح لك وجهة نظره عن حلمه لتكون الإجابة كالتالى : "أريد أن أستريح فى هذه الحياة اعمل بجد وأتقاضى راتبا مجزيا يسمح لى بالعيش فى مستوى راق كى أوفر لزوجتى واولادى حياة كريمة وأريد الزواج من امرأة جميلة تحافظ على وجهتى، مثقفة تستطيع التعامل مع المجتمع، وعاملة تساعدنى فى الحياة وكله من اجل أولادنا وتأمين مستقبلهم..."

وعلى الجانب الآخر إذا كررت نفس التجربة مع الفتيات فأعتقد ولا أستطيع أن أتحداك فى هذا لأن اسألتى كانت محدودة وليست بكم اسألتى للفتيان بالطبع أن الإجابة لن تخرج عن أنها تريد زوجا عاملا شقته جاهزة وسيارته فارهة وبالطبع أن يسمح لها بالعمل..بإختصار هى الأخرى تريد الراحة وحسب.

ولا تنس الكثير من أحلام السفر للخارج ..الإمارات غالبا فى حالة المهندسين .. السعودية والكويت فى حالة الأطباء..وبعض الدول الأوروبية كخيار لا يرفض ..

نأتى للنسبة الباقية والتى أرى أنها تنقسم الى قسمين:

الأول لا يفكر فى الأشياء السابقة من الأساس ولا تهمه ..يعيش مع سيجارته وكأسه وحاسبه فى غرفته المظلمة المغلقة فى منزل أشخاص ليسوا من اهتماماته أيضا.. يستأنس بموسيقى الميتال السودوية .. لا يشكل مشكلة للناس فهم لا يعنونه أيضا.. يفعل كل ما يريد... ولكنه بإختصار لا يعرف سببا لحياته..

وأما الثانى فيباغتك بالجنة..ليتوقف عقلك للحظة ثم يتولى قلبك سماع ما فٌطر عليه واشتاق إليه ... تراه يكمل..ابحث عن الجنة .. خلقنى حبيبى لأعبده وارسلنى للحياة غريبا استأنس بغرباء .. استعمرنى فى الأرض وحمًلنى الأمانة.. أرسل لى نورا أضاء دربى ودرب العالمين .. استعمرنى فى الأرض من اجله.. فأنا لا أرى الا الله ولا ارجوا الا الله .. أريد الحياة كما أرادها هو لى ..أحب زوجتى واولادى واهلى لله ..أتقن عملى لله..حياتى كلها لله..شريعته سارية فى عقلى مستوطنة فى قلبى ..

قلبى لا يريد التوقف عن الإنصات وأتوسل إليه أن يسهب فى الإيضاح..فيباغتنى ليس عندى الوقت يا هذا ..ولكنى سأخبرك وأيضا لله...أنا المجتهد فى عملى والعاشق لزوجتى تقربا لله .. اولادى أمانة لا أريد خيانتها .. وزوجتى جوهرة لا أريد إفلاتها .. حياتى فى الشدة حمد ورجاء .. وفى النعمة شكر ورخاء..غايتى الحب والسلام فى ارض الله .. مهمة الأمة على رقبتى كالسيف .. والشهادة تجول فى خاطرى كالطيف .. أحب العلم فهو وسيلتى الى حبيبى وأحب المرض ليطهرنى من ذنوبى واشتاق الى جوار نوره المرسل فى الجنة.. الجنة...الم أخبرك من البداية..أنها الجنة..وحدها الجنة..ألا تكفيك؟؟!!

انسان بلا هدف هو انسان بلا روح...