لسوف اعود لكِ يا .. انا

يا أيها القلب الحزين إنس آلامك

وإنس ذاك النجم الآفل أمامك

إنس من اشتهيت أن تسير فوق ترابه

و اشتهي هو أن يسير فوق رمامك

 

يا قلباْ قدر له أن يعيش في الظلام

تؤلمه أشواك الشك و تدميه خناجر الايام

كم من مرة أردت البوح بما تكتم

كم مرة أردت ان تداوي عجز الكلام

 

يا حبيبا قضيت الليل أحلم بوجوده في نهاري

علم الخلق بمخزون قلبي وما انت داري

هجرت لأجلك الناس جميعا

هجرت حديقتي و مرسمي وداري

 

سكنت أنا الليل المطبق وصار لي ملهما

وصار الدمع لي سلوى بعد أن كان لي مؤلما

و ما زلت أراك لا تبالي بكل هذا

مازلت أراك في شدواك مترنما

 

أنت من أراد أن يحيا بين الناس أبيا

و اردت أن يكون الجميع لنعمتك وليا

ولكنك من أجل هذا لم تعد انت

لم تعد ذاك البرئ الطاهر لم تعد ذاك النقيا

 

لقد بعتني وكل أحبتك من أجل الكبرياء

و نظرت عاليا وما رضيت إلا بالقمة الشماء

وأصابك سهم الغرور في مقتل

ونسيت أننا جميعا من طين وماء

 

يا أيها الشهاب الواقع من كبد السماء ومن بين النجوم

ارأيت انك الآن بيننا , ارأيت أن لا حال يدوم

كنت البارحة فوقنا جميعا وكنت بالسماء تعيش

والآن يواريك التراب والآن اشباح الوحدة حولك تحوم

 

 

أما كنت تراني من قبلك ,تلك المرحة البشوشة

أما رأيت حديقتي وعناقيد كرومها المعروشة

فقد أحببتك بصدق ولكنك لم تشعر بي

فعمي قلبك عن الحب الصادق وتبع الأماني المغشوشة

 

فنظر الناس لغدهم ونظرت لأمسي

نسيت طموحي وهمت بالماضي وعشقت يأسي

أما رأيت الحب يعز وحبك دمرني

أما رأيت الحب يعز ولحبك خفضت رأسي

 

فإذا أردت أن تنسى ذكريات رجوعي

فلترمها في بحر صنعته دموعي

عندما سالت ندما على حبيب مثلك

عندما أطبقت على الهم ضلوعي

 

والآن أود أن أنسى صفحة من عمري بها لقياك

أود أن أمحو حروفها أود حقا أن أنساك

أود أن أبيع تلك الذكرى الحائرة

أود أن اتم بناء سد بيننا بنته يداك

 

فلتغرب شمسك عن دنياي إلى الأبد

وليطفو حبك فوق كياني كما يطفو فوق البحر الزبد

فأنا كأمواجه يمكن أن أريحك فأبتلعك

ويمكنك ان تبقى تصارعني في كبد

 

ولكني لست مثلك أهوى الألم

ولا اريد أن أذيق قلبك طعم السقم

ولكني حين أريد سأمحوك من حياتي

سأمحو الحب والهمس و النغم

 

لن أرسم الحب ولن أرسم للبحر أمواج

لن أرسم صور العذاب ,لن أرسم الإحتياج

سأتخلى عن قتامة لوحاتي

سأرسم الزهر والنهر والأفلاج

 

سأعود إلى حياتي وأحتضن الناس في مرح

فذاك الهم اختفى،وذاك الحب نزح

فأنا عدت كما أنا، عدت لنفسي ،عدت أنا

تلك التي تكره الألم وتشرب في كأسها المرح