الجمعة، 5 فبراير 2010

كيف لا أحبك ؟

 
 
 
أحببتك من أول يوم عرفتك فيه ..دخل حبك فى قلبى من دون تنبيه ...وجدتك قد سكنت بداخله ..ثم أغلقت الباب خلفك لتمنع أحد من الدخول ...

منذ أن فتحت عينى على الدنيا واالجميع يتحدث عنك وعن صفاتك , عن سعادة من ينال محبتك , عن شوق المتيمين بك إلى رؤيتك , وحنينهم إلى أن يكونوا بقربك , ويتمتعوا ولو للحظة واحدة بالنظر إلى وجهك ,

فكيف لا أحبك؟؟

كان قلبى يحن اليك ولطالما تجاهلته , كان يصرخ مناديا لينبهنى إليك ولطالما أخرسته , كان يبكى كثيرا لشوقه إليك ولطالما كتمته , حتى تعبت .. ولم أر بيدى حيلة غير تلبيته ....

بحثت عنك فى كل مكان .. تهت فى طرقات كثيرة آملة أن أجد من يدلنى عليك , ظللت أبحث وأبحث ... ثم سمعت كلماتك .. عرفتها وعرفتك ... وحينها .. أدركت كم كنت عمياء وصماء , نظرت حولى .. فوجدت كل شىء يدلنى عليك , سمعت الطيور تنطق بكلماتك , رأيت رقص الأزهار يخبرنى بوجودك , ومياه البحار تحدثنى بأوصافك , وآشعة الشمس تأخذ بيدى لتسوقنى إليك , حتى الحجارة الصماء كانت تنطق باسمك , وأخيرا
وجدتك..

ماذا أقول فى شعورى عندما أكون معك ؟؟ كيف أصف سعادتى بقربك ؟؟ تقف الكلمات عاجزة أمام حبى لك , وأعجب منها إذ لا تكون عاجزة معك .. كلماتك تحفر فى قلبى , لا أجد لذة أكبر من سماع كلماتك .. أشعر كأننى زهرة عطشى جاءت كلماتك كالندى تروى غليلى ..

ينقضى الوقت معك بسرعة وعلى أن أعود , لا أريد أن أعود , لكن ما بيدى حيلة , وها أنا ذا أعود إلى صخب الحياة وضجيجها , عدت إلى ذلك العالم المليء بالأحقاد والآلام ... واشتقت إليك ..

نظرت حولى فتملكنى اليأس والأسى , رأيت المحبين السعداء بحبهم , والتائهين فى صحراء الغرام , نظرت فى عيونهم فوجدت السعادة والأحلام .. ومع ذلك شعرت بالكآبة تعصرنى , والحزن يخيم على , تذكرت وقتا كنت فيه مثلهم , أتلذذ بحب كاذب , وأستمتع بهيام كالوهم , دارت بذاكرتى ذكريات حزينة , دموع وآلام وآهات , سمعت كلمات الغدر والخيانة والتخاذل فى أذنى , ولكنى عدت إلى نفسى , أين هى الآن ؟؟ 

اختفت تلك الذكريات من عقلى , وتاهت تلك الكلمات عن أذنى حينما تذكرتك , وجدت قلبى يغنى فرحا لوجودك بداخله , ملأتنى سعادة وأمل لا يوصفان , سمعت كلماتك فى أذنى , كانت قوية .. رائعة .. كدت ارقص مكانى من الفرح .. رحت أسأل نفسى ..

كيف لا أحبك؟؟

لكن سرعان ما وصلت إلى أذنى صرخات قوية , وهزتنى آهات مؤلمة , نظرت حولى وجدت المحبين السعداء بحبهم , والتائهين فى صحراء الغرام , نظرت فى عيونهم فوجدت الأحزان والآلام , وجدت كل محب قد فارقه محبوبه وكل عاشق قد خذله معشوقه , إلا قليلا ممن عرفوا الحب الحقيقى , وذاقوا السعادة التى هى ثمرة حب صادق , وعاطفة صادقة , كنت منهم .. لكنى مع ذلك شعرت بالتميز عنهم , غمرتنى سعادة تميزى عنهم ثم التفتت عينى إلى فتاة مثلى يعتصرها الألم , فتغيرت سعادتى إلى يأس وإحباط , اقتربت منها , حاولت أن أحدثها وأهدىء من روعها , وتذكرت نفسى , كنت فى ذلك الموقف يوما ما , رفضت الإستماع إلى أحد , فضلت البقاء وحيدة , فشعرت بالعطف عليها , تركتها لحالها حتى تهدأ وحدها ..

انتهى يوم الحياة الصاخب , أخيرا خرجت من العالم الذى كان ولا يزال يخالفنى فى شعورى بالسعادة أو الحزن , رجعت إليك , وقد كنت بانتظارى , لم أشعر بأنى فارقتك , غمرنى إحساس غريب بأنك كنت معى طوال الوقت , كانت عينك تراقبنى , لم تغفل عنى لحظة واحدة , كنت تعلم أين أسير وماذا أفعل , مرت تلك اللحظات معك فكانت لا تنسي استمع الى حديثك وكلماتك , أشعر بدفء حبك وحنانك , حقا إنه حب لا يوصف بكلمات .. بعد أن شعرت به .. أخبرنى الآن ..

كيف لا أحبك؟؟

مرة أخرى أعود , اليوم الممل نفسه , أتمنى أن تنقضى ساعاته كالثوانى كى ألقاك , انتظرت ميعادك بفارغ الصبر , ورأيتها ثانية , تلك الفتاه , لا زالت بدموعها وحسراتها لفراق حبيبها عنها , ذهبت إليها , نظرت إلى بعينيها الدامعتين , لا أدرى بم شعرت هى حينها ؟ ظننت أنها تشعر بالحقد على أو الغيرة منى إذ ترانى سعيدة مبتسمة ...
بادرتها وسألتها عن سبب حزنها وقد عرفته , فأجابتنى بصوت يخالطه البكاء بان من تحب قد فارقها وذهب لغيرها و ثم تلت ذلك بكلمات الخيانة والغدر وعدم الأمان , وأن الحب ليس سوى وهم كاذب , ولا يوجد فى الدنيا محب يخلص لحبيبه ..

منعها بكاؤها عن الإكمال , جلست بقربها , وضعت يدى على كتفها لمواساتها , ثم قلت لها:" بل هناك محبوب لا يمكن أن يخذل محبه" ,نظرت إلى باستغراب ثم حذرتنى ممن أحب بأنه لا يمكن أبدا إعطاء الأمان لأحد , ابتسمت وقلت لها :"يبدوا أنك لا تعرفين من أحب .." ثم حدثتها عنك , أفضت فى كلامى استحضرت تلك اللحظات التى أكون فيها معك , حدثتها عن شعورى واحساسى بقربك , ويبدوا أن حديثى قد أنساها ما كانت فيه , وأنها قد أحست بقوة حبى لك ..

لم تصدقنى فى حديثى , قالت لى أنى ربما أجيد الشعر أوالأدب لأنى قلت أشياء تأسر القلب لكن لا يمكن أبدا أن يحتويها قلب , ثم تبعت ذلك بأنه من المستحيل أن يكون هناك محب مثلك , فى الحقيقة قد عذرتها , فهى لم تعرف معنى الحب , نعم , على الرغم مما مرت به من حب , لم يكن حبها كحبى لك , وأنى لها أن تعرف ؟؟

حان وقت لقائك , تركتها وذهبت إليك , أدخل كلامها الشك فى قلبى , لكنك أزلته بكلماتك التى لا توصف , لم أزدد إلا حبا لك , وتفانيا من أجلك , لذة قربك تنسينى همومى , عندما أكون معك أشعر أنى أحيا فى عالم سحرى ليس له أثر إلا فى قلبى , ليتنى أستطيع أن أبقى دائما معك ..

تأخر الوقت وعلى أن أذهب , وسألقاك فى موعدنا , أحفظه عن ظهر قلب ...
قابلتنى فى طريقى , رأتنى وأنا معك , كانت نظرة العجب تعلوا وجهها , سألتنى :" حقا ؟؟ أهناك من يحبك ولا يخذلك إذا أخلصت حبك له؟؟" أجبتها بنعم , أخذتها معى , عرفتها الطريق وتركتها تختار , أحببت أن أقود الناس إلى طريق الحب الطاهر , والسعادة الأبدية , وكل هذا بسببك , تدفعنى لفعل الخير , إلى محبة الناس , كل هذا من أجلك ...

كيف لا أحبك ؟؟

عندما رأيتها ئانية لم أصدق عينى , كانت عينها تبتسم , وملأ النور والإشراق وجهها , أقبلت على فرحة , وشكرتنى , فسألتها :"علام؟؟" فقالت لى :" أما تعرفين؟" فقلت لها :" لا تشكرينى .. لم أفعل شيئا لقد وجهتك للطريق الصحيح , وعرفتك بمحبة تدوم بدوام حفظك عليها , أما إذا تركتها فلن تشعرى سوى بالندم " , ردت على :" كيف أتركها بعد أن عرفت طعما آخر للحب , وذقت حلاوة الشوق , وسرت فى طريق السعادة ؟؟" مضت لسبيلها وسرحت بفكرى , تمنيت لو أن كل الناس عرفوا ذلك الشعور وتذوقوا حلاوته , ويعرفوك كما عرفتك ....

حين عرفتك أصبح للحياة طعم , وتذوقت نعيم السعادة فى لسانى , حين عرفتك ابتسمت لى الدنيا بأسرها , واحتوانى الكون فشعرت بالدفء يسرى فى أوصالى .....
فكيف لا أحبك ؟؟؟
أول ما كتبت...في حب ربي ..

1 قالوا رأيهم:

Alice يقول...

حلوة

إرسال تعليق

هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..

ازاي أنا رافع راسك وانتي بتحني في راسي ازاي ؟!

ازاي أنا رافع راسك وانتي بتحني في راسي ازاي ؟!

بحبك يا بلادي

بحبك يا بلادي

جمعة النصر : )

جمعة النصر : )

كلنا ايد واحدة

كلنا ايد واحدة