قصة حب حقيقية .... وداعا فاتانسيتا ... !

 وداعا فاتانسيتا 

دعوني في البداية أخبركم بأن قصة الحب تلك ( فاتانسيتا ) .. حقيقية !

على الرغم من أني لا أذكر بالتحديد من أين أتيت بهذا اللقب لكنه يبدو ملائما وبدرجة غريبة على قصة حب مررت بها هذا العام .. عشت فيها بكل ذرة من كياني  .. لمستها في كل ورقة كنت أقرأها وكلمة أكتبها .. إنها قصة ستسطر في كتاب الحب ولمدة سبع سنوات متتالية .. ففيها عرفت الكثير لأول مرة  .. وأحببت الكثير لأول مرة  .. وكرهت الكثير أيضا .. لأول مرة  !!

قد تضكون مني في نهاية القصة  .. لكني أعدكم بأنكم لن تندموا .. وربما تضحكون معي وتبكون معي  .. فقد مررتم أنتم أيضا بتلك التجربة الحلوة .. فنحن في مركب واحد يدعي .. كلية الطب !

فاتانيستا هو لقب السنة الأولى من كلية الطب .. حين يدخل المرء مكانا يبدو مجهولا إلى حد كبير .. في البداية يكون النشاط والهمة هما المسيطران .. ثم يبدأ ذلك الشعور الخلاب باليأس والكآبة في السيطرة  .. حتى تصل في النهاية إلى نتيجة حتمية .. الإنتحار ! ( مع العلم بأن الانتحار حرام يا جماعة !! ) .. 

أحببت أربعة .. 

الأول كان الفسيولوجي ( حبي المتصلب شريانيا !)

Physiology 

ارتبطت تلك المادة دائما بالإبداع .. ولا أدري حقا مالسبب الحقيقي وراء ذلك .. ألأنها مادة تنشط العقل الخامل وتثير فيه قوة التفكير الخفية ؟ .. أم أنها مادة مملة فيكون اللجوء إلى شىء محبب هو رد فعل طبيعي لمادة غريبة ؟

أروع ما في الفسيولوجي .. محاضراته .. لا أذكر أني حضرت منها في البداية سوى مع الـ د/ سلمى أو الـ د/ ماضي .. وهما من المعمرون فى الأرض .. أو بمعنى أصح .. المعمرون في الطب .. لا يمكنني سوى أن أدعو لهم بالصحة ودوام ذلك النهر المندفع علما  .. لكني سأخبركم بسر خطير .. لطالما أحببت د/ماضي .. لا أدري ما السبب .. لكني بحق  أحببت تلك العبقرية المندفعة من شدقه الممتلىء بالصوت الصاخب مرة والخافت مرة  .. أو لمجر حبي لطريقة نطقه لكلمة

 Autonomic Ganglia

!! 

لا داعي لأخبركم عن سكشن الفسيولوجي فقد سجلت غيابا لاكثر من أربع مرات .. فلم يكن من الممكن استيعاب معلومات بعد الواحدة ظهرا  .. لأن تلك المعلومات ستجد مكانها تفكيرا في ( ماما طاببخة إيه النهاردة ؟ ) .. أوأن يكون الطريق مسدودا أمام نعاس ملح .. ينتهي إلى إغفاءة صغيرة بعيدة عن أعين المحاضر .. آه نسيت أن أخبركم .. في غالب الأوقات .. لم يكن هناك معلومات لكي تجد طريقا مسدودا  من الأساس !!

د/ أنس  .. أسطورة كورسات الفسيولوجي .. وعدو الكلية اللدود .. من وجهة نظر الكلية ( ولاحظ أنها دائما من وجهة نظر الكلية ) .. في البداية أحببت محاضراته .. وأحببت المادة .. لكني وجدت فيه كبحا مستمرا لعقل يهفو إلى السؤال .. تبعها الكثير من الأخطاء في المعاملة معنا .. لكنها مقبولة  .. ويسهل غفرانها .. ولا يزال هناك الكثيرون من عشاقه .. لكني لم أعد واحدة منهم .. ولا أدري بحق ما السبب .

الجميل في الأمر أنه - طلع معرفة - وعلى حد تعبيره _ والدتك كانت بتلاعبني وأنا صغير - ..

أكيد مجازا .. !!

إمتحان الفسيولوجي لا يلائم سوى الطالب المذاكر الصام الدحيح الدودة الى فارك الكتاب و مقطعه دح .. وما أكثرهم عزيزي المطحون !

إحساس جميل وأنت تخرج بعد امتحان الشفوى والجمع جلوس - وواضح انهم قاعدين من ساعة مخلصوا امتحان - والجميل أنك مدرك لكل هذا لكنك تحاول الخروج على الرغم من ذلك .. فقط تخيلوا معي أن تلك العقلية هي التي كانت منذ قليل في خضم امتحان !

مشهد طريف فريد من نوعه وأنت تقف أمام الدكتورة في امتحان الشفوي لتجد تلك النظرة من الإستحقار الغريبة تعلوا الوجه الخالى من أى لمحة جمال ! .. ثم تجد تلك الحركة الغريبة باليد متزامنة مع ذلك الغضب - أو القرف - على وجه الممتحن  !! .. ومع تلك الكلمة ( قومي !! )

لن يتكرر ذلك الموقف أبدا ما حييت ! .. حين تقف أمام ممتحن الفسيولوجي في الشفوي لتجد ذلك السؤال الذي ليس له أى وقع سوى وجه مسبهل .. 

- بتاخدي كورسات ؟؟

- احم .. لا مش باخد .. !! 

لتجد الدكتورة تنصحك بطريقة تشير إلى مدى خوفها عليك .. ( لا ازاى .. لازم تاخدي .. الكلية دي يا بنتي مش هتوصلك لحاجة ! ) وأنت تقف لتسمع ووجهك مبتسم وعقلك يقول تلك الكلمات : طب والنبي اتحايلي عليا شوية !

يتـــــــــــــــبع !!

****************