مرً الغريبُ في سفره عبرَ الغاباتِ بمروجٍ رابيةٍ .. و كانت ذا أزهارٍ شمسية .. وُتحلق حولَ الأزهارِ أسرابٌ من الفراشاتِ المتألقةِ الجمال .. ووجد مجموعة ًمن الفتيةِ المراهقين .. ينطلقون في جموحٍ و رهفٍ .. فابتسمَ الغريبُ ابتسامة َصبا فائت وشبابٍ منقضي .. وجمعهم حوله .. وجعل يحكى واحدةً من حكاويه ..
فراشتي .. و أنا
أيها الفتية ُالحالمون ..
سأحكى لكم عن رسالةٍ قديمة ..
كتبها صاحبي يوماً بكاملِ قواه القلبية ..
و في شدةِ مراهقتِه العنيدة ..
علًها ُتفيدكم ..
أو ترونَ فيها فكرةً سديدة ..
فلا تسألوا المزيدَ والمزيدَ ..
لأنني لنْ أخبرَكم يا فتية َالمروج إلا عن رسالةِ صاحبي القديمة ..
قال فيها :
" فراشتي ..
أقولُها لكِ بعنفٍ وبعد تفكير عميق و رَويًة
أنني لن أبعثَ لكِ بقصيدةِ حبٍ عبثيًة
لن أقولَ أنني مشتتٌ
وأنى لا أجدُ وصفاً لعيونك الغجريًة
لن أخبرَكِ عن حيرتي
وشغفي بروحكِ و شخصيتكِ العاتيًة
فكل تلك الأقوالِ – واللهِ – أقوالٌ عاديًة
و أنا يا فراشتي يوماً لم أجدكِ عاديًة
عندما تقفين على وردِ المروجِ
أحسٌ بإنطلاقٍ في نفسي
و بتسارعٍ في نبضاتي القلبيًة
تكفى ألوانُك الزاهية ..
ألا ترينَ امتزاجَها في لوحةِ حبٍ أصليًة ؟!
تكفى كلماتُك الراقية ..
ألا تشعرينَ بها تراقصُنا في ليلةِ عشقٍ قمريًة ؟!
وحدي أراكِ فريدةً
لستِ كباقي الفراشاتِ العاديًة
و وحدك ترينني كما أنا
بوصفةِ ساحرٍ مغربي
و بخليطِ عطورٍ سحريًة
وحدي أحاربُني
و أحاول نسيانَ نفسي
وكلَ الأحاسيسِ البشريًة
و وحدك تأخذيني لطيفكِ .. لنفسي .. لحدودِ الكرةِ الأرضيًة
باللهِ عليكِ ..
هل أكونُ عادياً وأبعثُ لكِ بتلك الرسالةِ العبثيًة ؟
هل أكونُ عادياً وأخوضُ في قصةِ الحبِ الوهميًة ؟
ربما رسمتِ حولَ أزهارِكِ رسالةَ حبٍ منسيًة
رأيتُ إحداها .. صدقتُها و لم افعلْ في آنٍ واحدٍ
فلا تلومينني فراشتي على تحليقاتكِ العفويًة
فوحدها تحليقاتك
تجعلني طرباً في الآفاقِ
تناطحُ أحلامي تحتَ سماءِ الحبِ
على ظهرِ الطائرةِ الورقيًة
وعلى نسماتِ الأمواجِ البحريًة
سأظل كما أنا أيتها الفراشة ُالذكيًة
لن أظهرَ أجنحةَ الصقرِ الجامحِ
وهجماتَه في البريًة
لا لشيء سوى خوفي على أجنحتِكِ الرقيقةِ
وابتساماتِ روحكِ النديـًة
فأنا حتى الحينِ
أحاولُ الإعترافَ بمراهقتي الفـَـتـيًـة
فحين يحينُ الحينُ
و أراني جلياً في الضحى و العشيـًة
سأحتضنك بجناحيً الرفيقين
وسأخفيك في أبعدِ مجرةٍ كونيًة
بنيتُ لك فيها أعظمَ القصورِ الهنديًة
و وضعتُ فيها أرقَ اللوحاتِ الفنيًة
و زينتُ حجرتك الملكيًة
بأحجار كريمةٍ و تيجانِ عصورٍ ذهبيًة
وتركتُ على فراشكِ قصاصة ًورقيًة
كتبتُ عليها بأقلامٍ ماسيًة
أخبرُكِ فيها بنفس العنفِ يا فراشتي
أنكِ يوماً لمْ ولنْ تكوني
كباقي الفراشاتِ العاديًة .. "
لم ينتظرْ الغريبُ ليرى آثارَ ما حكى على الوجوه الشريدة ..
فقد فطنَ لكونهم مراهقين ..
ُمرهفي الأحاسيس ..
و صائدي الكلماتِ الرقيقة ..
لكنًه انشغلَ بقطفِ وردةٍ فريدة ..
ليضعَها في حاويتِه ..
علًه يعودُ يوماً للفتيةِ بعدَ أن تمرً الأعمارُ المديدة ..
فيحدثهم حينها عن أصلِ و باقي .. حكايةِ صاحبِه .. القديمة ..
7 قالوا رأيهم:
رائعة كالعادة ..
مؤثرة جدا .. بجد رائعة :)
رائع .. جميل .. أستمر يا فتى
اكتر من رائع
ما شاء الله جميله اوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى و مؤثرررررررررررررره جدااااااااااااااااا ما شاء الله
موضوع رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع ما شاء الله
رووووووووووعة ما شاء الله يا ابو ياسيــن :)
شكراااااا جميعاااااا
وشكرااااا ع التنسيق الرائع
:)
إرسال تعليق
هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..