المشهد الأول :
أصوات ضحك .. ألوان من المرح واللعب .. نشاط وأمل يحيط المكان بروح هادئة .. فتيات يرقصن مع ألحان الأيام .. زينتهن شرائط حمراء ووردية .. وفتيان يقفزون فوق حواجز الزمان والمكان .. في عيونهم مستقبل باسم فرح .
المكان : أمام مدرستي ..
الزمان : أيام طفولتي ..
الأشخاص : أنا وحدي ..
أقف أتأمل ذلك المشهد الجميل .. مع تلك الأصوات المتعالية بالصراخ والضحك .. بانتظار حافلة المدرسة لتقلني عائدة إلى منزلي بعد يوم حافل بالعلم واللعب .. وتأملي يجبرني على إخراج صمتي من مكمنه .. أنظر هنا وهناك .. حتى تلتفت عيني إلى بائع الحلوى بمزماره المميز .. يعلن عن قدوم فرحة الحلوى .. تلك التي كنا نلتهمها بحب وشغف .. فتثير في نفسنا السعادة .
يندفع الأطفال كلهم نحو بائع الحلوى .. يتنافسون على الشراء منه والغنيمة بأكبر قدر .. وقفت أنظر إلى بائع الحلوى وإلى ذلك الإشراق الذي يملأ عينيه .. كنت أنظر إلى وجهه كثيرا .. وأنتظر قدومه كل يوم .. لأظل أستمتع بمشهد الأطفال وفرحتهم بحضوره المميز مع صفير مزماره الصاخب .
حين يغيب عنا بائع الحلوى يأتي ابنه ليكون مكانه .. وكان ابنه شبيها به .. العينان والإشراق نفسهما .. والحب للأطفال هو نفسه .. وكثيرا ما كانا يأتيان معا .. يتقاسمان تلك السعادة وتلك الفرحة .
المشهد الثاني :
صمت غريب يلتف حول أصوات المكان .. الشارع نفسه والملامح نفسها .. حتى ألوان الجدران لم تبهت .. لكن الهدوء الموحش لم يَقبَل أن يترك هذا المسرح الذي ملأه النشاط يوما .. لا أطفال ولا ضحك .
المكان : شارع تخلد في ذاكرتي ..
الزمان : طفولة لم تتركني بعد سنوات طوال
الأشخاص : بائع الحلوى .. وأنا.
الآن صرت أرى بائع الحلوى يمر كل يوم .. أما مدرستي .. ينتظر قدوم الأطفال ولهفتهم إلى الحلوى .. لكن في عينيه حزن .. بعد أن غاب والده عن الحياة .. ونسى الأطفال فرحتهم بالحلوى .. فقد صارت هناك الكثير من الحلوى .. والكثير من المتاجر .. لم يعد بائع الحلوى ذو قيمه .. لكنه لم ينس يوما .. كما لم أتمكن يوما من النسيان .
لم تعد مدرستي مكانا يشعر فيه بائع الحلوى بالسعادة .. صار يسير في الطرقات الأخرى باحثا عن طفل بعد أن أبت أحضان مدرستي أن تضمه .. ظل يبحث عن أمل .. لكنه لا يجد سوى الخيبة .. ومعه أكياس الحلوى تقطر حزنا .. فلم يعد الأطفال يعرفون من هو بائع الحلوى .
أو ربما .. لم يعد الأطفال كالأطفال .. فتحت عيونهم قبل الأوان على عالم غريب .. فصاروا يلهثون وراء معرفته واستكشافه .. حتى صار الطفل غريبا عن طفولته .. كما صرت أيضا غريبة في عالم لا أعرفه .. ولا زلت أحن ليوم عرفت فيه ابتسامة بلا زيف .. وإخلاص بلا حقد .. وحب دون رياء ..
نظرت في عيني بائع الحلوى .. فابتسم حين رآني .. لم يتذكرني ولم يتذكر تأملاتي .. لكنه رأى ما يبحث عنه في عيون الأطفال .. رأى ابتسامة صغيرة من ذكريات أحبها يوما .. وما هي إلا لحظات .. حتى تلاشت نسمات هبت من الماضي .. وعاد لحياته .. وذلك العالم الجديد .. وتركني وحدي مرة أخي في ذلك الفراغ أمام مدرستي .
4 قالوا رأيهم:
موضوع جميل اوىىىىىىىىىىىىىىى يا ضحى انا فاكره ايام ابتدائى و الله كانت ايام حلوه بس فعلا موضوع جويل فكرنا بالايام الحلوه
شكل فى حاجات كتير بترجع من زمان لدلوقتى هييه دنيا
موضوع جميل يا ضحى ..عجبتنى جامد الفقرة قبل الاخيرة
والله يا روان كانت ايام جميلة فعلابس شكلك مش فاكرة عمو بتاع الحلوى ده .. كمان شكلك كريمة شوية مع الكومنتات بتتكرر اكتر من مرة .. :)
اه حاجات كتير بترجع من زمان يا ايمان :P
فعلا ايام بريئة وحلوة اوى..سبحان الله كنت هتكلم عن عمو ايهاب سائق المدرسة برده لأنى شوفته قريب وافتكرت ايام المدرسة وخصوصا ابتدائى وبعض اعدادى..وفعلا اخر فقرة جميلة جدااااااااا
إرسال تعليق
هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..