عندما نتأمل المجتمع الحديث،وحركته السريعة،وتكامله اللازم، ندرك حاجة الناس إلى بعضهم، وان الأمور لن تسير إلا بقيام كل فرد منا بواجبه وعمله على النحو الذى ينبغي،فإذا تحدثنا عن الطبيب،ذكرنا الأمانة والرفق والتفوق ،وإذا تحدثنا عن المعلم ذكرنا العلم وآدابه، وإذا تحدثنا عن المحامى ذكرنا النزاهة والعدالة، وإذا تحدثنا عن المهندس ذكرنا الذكاء والنشاط ،وإذا تحدثنا عن أستاذ الجامعة ذكرنا الجهد الوفير والعمل النبيل وإذا تحدثنا عن محصل الكهرباء أو الغاز ذكرنا الأخلاق والأدب وإذا تحدثنا عن العامل فى المصنع ذكرنا التفاني والجهد الجسدي المضني وإذا تحدثنا عن ضابط الشرطة ذكرنا الأمن والحق.
دعونا الآن نتأمل ذلك فى مجتمعنا اليوم،طبيبنا التحق بكلية الطب بعد معاناة طويلة مع المناهج الدراسية التي لجأ إلى حفظها دون فهم ،فهو من الأذكياء وقد حتم عليه ذكاؤه سلوك هذا المنهج حتى يصل إلى ما يريد.معلمنا التحق بكلية التربية مجبرا على الأرجح لأنه لم يستطع أن يحقق حلمه بالالتحاق بكلية من كليات القمة ودون النظر إلى قدراته التي تجعله يصلح لتعليم الأجيال أم لا فهو الآن يرسم إلى المكان الذى سيقوم فيه بتدريس مادته ويفكر فى الأجر فلا تسأله حتى عن الشيء الذى يسمى مدرسة حتى لا تزعجه.محامينا وضابطنا فى كفة واحدة فكلاهما حاصل على الثانوية العامة بمجموع يقارب الخمسين بالمائة مما يعنى أنهما جهبذان مستعدان لأن يتحملا هذه المسؤلية الضخمة ،لن اذكر زملائنا الكرام من أصحاب السجائر (المغمسة) والجيوب (العمرانة) الذين من المفترض أنهم سيحملون امن وعدل هذا البلد لأن الأمر معروف وواضح للجميع.أما عن مهندسنا اليوم فقد صار عقلا مقلدا لا يمتلك الدافع لأن يبدع بالرغم من وجود العقل المستنير ،فأصبح كل أمله أن يعمل بشركة الاتصالات هذه أو تلك ،وان كان مهندسا مدنيا فبدون شك حلمه خارج حدود أرضنا وعلى الأرجح الامارت تكفى حلمه.أما عن أستاذ الجامعة فلم يعد يدرك ما ينبغي عليه فعله،أصبح كل تفكيره هو كيف يحارب الدروس الخارجية ولم يحاول للحظة أن يعيد النظر فى طريقة الشرح والعرض فى الكلية والذى دفع إلى انتشار تلك الدروس،ربما منعته ثقته فى قدراته أو لنقل وهمه فى قدراته.أما عن العامل فقد صار أشبه بالقاتل المأجور ،لأن كل مؤهلاته هي قدرته البدنية الكبيرة دون النظر إلى تعليم أو تأهيل مهنى،وليس هناك ما يثير العجب فالمدارس الفنية والتي من المفترض أنها تخرج أجيالا من الفنيين والعمال والتقنيين والزراعيين أصبحت مرتعا لهؤلاء الذين يتحدثون بتلعثم ظاهر من اثر المخدرات،ولا عجب أنهم لا يطردون لأن المطواة فى جيبه جاهزة للذبح ولا احد بالطبع يريد أن يكون الذبيح.
إننا على شفا كارثة قومية مالم تحدث المعجزة،نعيش عصرا يزداد فيه أصحاب الأموال أموالا،ويزداد الفقراء فقرا ومرضا وقهرا،كم هو مثير للحيرة والدهشة أن تجد المثقفين وصناع القرار وقد غفلوا عن كل تلك الكوراث،وحتى إن انتبهوا فإنهم لا يلقون لها بالا.
إنها الخدعة الكبرى أن نفصل الأمور ونوضح المخفي،ونبحث وندقق ثم ننسى أو نتناسى ديننا الحنيف ،أليس طلب العلم الشرعي أنبل كل تلك العلوم؟! لماذا لا تتمنى الأم أن ترى ابنها إماما نابها أو داعية إلى الله؟!لماذا لا تعده طفلا على يحفظ كتاب الله وسنة رسوله؟! أصبح كل ما يشغل الآباء هو كيفية إعداد ابنه ليكون طبيبا أو مهندسا ،ودون النظر إلى الغاية فلماذا كل هذا السيل من التقليد والجهل؟! تندلع النزاعات والحروب وشبابنا لا يعرف ابسط المعلومات من الدين بالضرورة،لا يعرف من هم اليهود إلا من وسائل الإعلام الموجهة،لا يعرف أسماء الله وصفاته،لا يعرف كيف يؤسس بيتا على التقوى.
الحد الأدنى يا سادة ،لا اطلب إلا الحد الأدنى ثم من أراد أن يستزيد فكل بحسب قدرته واستيعابه،إن الطريق وإن بدا طويلا فهو اقصر الطرق،والبدء بالنفس ثم من نعول هو الوسيلة، والمرجع هو ديننا الحنيف.
9 قالوا رأيهم:
استاااااااااااااذ
انت عارف انا مبحبش ارد على اى حاجه عشان اقول حلوه حتى لو كانت رائعه الا اذا استفزتنى والكلام ده استفزنى :)
استمر فى استفزازك ليا
go on
مع حضرتك حق
موضوع جميل
الله .....ماشاء الله
فكر ممتاز
like
موضوع جميل جدا
واكثر من رائع
إننا على شفا كارثة قومية مالم تحدث المعجزة
بجد الجمله دى بتعبر عن حالنا اوى بس انا اعتقد ان لازم تنبهنا كلنا والكل لازم يفوق من حاله الضياع
مهو اصل احنا مش هنتقدم من الهوا ولا هنصحى الصبح نلاقى نفسنا بقينا متقدمين وكل حاجه اتصلحت لازم ياما تحصل كارثه كبيره ياما ربنا يهدينا ....يا رب اهدينا
وبجد احنا لازم نعرف اكتر عن دينا بدل ما الواحد عمال يقرأ فى حاجات تانيه و سايب دينه
سعدنى استفزاز :D مش ناوى بقى تستفزنا انت كمان ولا لسه مش عايز دلوقتى برده
Echo شكراا لحضرتك
غير معروف متشكر جداا
Shahenda شكراا لحضرتك
Rouan شكرا لحضرتك وان شاء الله بدام هنبدأ بنفسنا فأكيد الدايرة هتوسع وهو فعلا اقصر الطرق والله المستعان
انا هعيط اانا كنت منزله كومنت وطار
المهم انا هفتكر انا كنت كاتبه فيه ايه
ايون كنت بقول لحضرتك اني قلت وانا بقرا الكومنت
قلت بسم الله ما شاء الله حوالي خمس مرات بجد بسم الله ما شاء الله الموضوع جميل جدا وينم عن عقل متفتح
احسست اني اقرا لكاتب ومفكر كبير
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك معك حق في كل ما قلت
وخاصة امر علوم الدين الذي اصبح من فرعيات فرعيات الحياه
متشكر جدااا والله انا مستحقش حتى ربع الكلام ده
جزاكم الله خيرا
كلامــ فوق الروعة والله يا ياسين
بالتوفيق
إرسال تعليق
هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..