الأحد، 22 يناير 2012

حبة فزلكة .. نعمة الزعل



تحذير : هذا التوبيك مش للناس اللي قلبهم رهيف و دمعتهم قريبة . كما أنه يهدف ( غالباً ) للنظر إلى نصف الكوب المليان
فلو انت من الناس اللي كوبايتهم كلها فاضية مش هتقتنع بكلامي خالص !


                                                                                        
 تظهر لي فجأة نوبات غضب عارمة ... تتبعها نوبة زعيق في الكبير و الصغير ... وراها نوبة سكون و حزن قابع في النفس ... تليها  نوبة ميل للجلوس في الأماكن الضلمة و بكاء لحد الفجر ... ثم صحيان و كل عين و عين أد كده !!!
اذا كنت تتعرض لهذا الموقف أيا كان السبب فاعلم أنك



 زعلان  


أنا فعلاً مجبتش التايهة !!! بس اللي تايه عن ناس كتير جداً هو إزاي أقدر أتعامل مع الموقف ده
و حتى لا يبدو الأمر كأحد دروس التنمية البشرية المملة . و كلام الإنشاء اللي فعلا صعب تطبيقه
فالموضوع مش صعب كده على فكره .. في الواقع أكتب الآن و أنا أمر بمثل هذه الحالة .. 


أيوة . النهاردة ذكرى وفاة شخص عزيز عليا جداً .. و في نفس الوقت سفر شخص أعز ... إلى جانب أن في بيتنا ثانوية عامة و ده سبب كافي لإعلان حالات الإستنفار القصوى .. كمان اكتشفت إن أنا مش فاهمة حاجة في الباثولوجي !!!!
 عندما تمر بنا هذه الظروف بتزيد عندنا الحساسية
لأي سبب تاني تافه يزعلنا .. زي بني آدم رخم طول عمرك مستحمله .. أو كلمة في العادي مش هتلفت انتباهك ..أو قلشة من اللي منتشرين الأيام دي
و تبدأ سلسلة الأحداث السابقة . فعلاً كان يوم وحش قوي عليا

الزعل هو تناغم ديناميكي بين الجهاز العصبي السيمباثاوي و الباراسيمباثاوي . ينشأ نتيجة لمؤثرات نفسية يتعرض لها الإنسان تؤدي إلى تناقص مستويات السيروتونين في المخ . مما ينشأ عنه شعور بعدم السلامة مع النفس و عدم الرضا عن الذات
ده اللي بدأت أفكر فيه و أنا بدور على الحل .. و اكتشفت هنا أن الطب طلع فعلا بيأثر على المخ و أن في فعلا ناس بتتجنن في الآخر .  هنا زادت حالة الزعل عندي  

الحقيقة إن الإنسان لو بدأ يؤمن إن عقله عادة في اتزان ما بين السرور و الزعل .. ممكن يكتشف إن سبب الزعل عادة بيكون نقص الفرح
المشكلة إننا بنحط في دماغنا إن الزعل بينكد علينا فمش هنفرح بحاجة .. و لكن العكس هو اللي صحيح .
الفرح هو اللي بيضيع الزعل .. بس للأسف قابليتنا للفرحة كده كده بتنقص و مش أي حاجة بتبسطنا في العادي هتبسطنا و احنا زعلانين
 و أدي استنتاج تاني طلع فشنك !!! و هنا زاد زعلي   

قررت أسيب نفسي زعلانة لحد ما ربنا يفرجها بقى .. قعدت أدعي ربنا كتير إني أروق شوية و في وسط ما أنا بدعي بييجي في بالي ازاي أنا مقصرة في حق ربنا و ازاي كتير مش بنلجأله الا و احنا زعلانين او محتاجين حاجة ...
احتقر نفسي زيادة فأزعل زيادة

خوفي من الدخول في حالة اكتئاب مزمنة اضطرني للجوء لحل أسرع .. حاجة كده عاملة زي العلاج الكيماوي .. يا يكون علاج زي ما بيقولوا عليه أو يكون سبب الموت
حقيقة اكتشفت الموضوع ده بالصدفة البحتة
علاج تحت شعار
( لا يفل الحديد إلا الحديد  )

يعد الفيس بوك وسيلة من وسائل خلينا نقول ( الترفيه ) في العصر الحالي .. و أثناء وجودي عليه ( للترفيه ) .. شوفت صورة استوقفتني بياع في الشارع في الجو البرد ده مش لاقي هدوم شتوي تدفيه .. فما كان منه إلا ان ألقى بالبضاعة من الأكياس اللي كان معبيها فيها .. و  لبس هو الأكياس دي على ايديه و رجليه .. كان منظره و هو قاعد في البرد و ملامحه تشع حزن السنين
انا أهو قاعدة في البيت مشغلين الدفاية و الأكل بيوصل لحد عندي .
نزلوا دمعتين على خدي قلت مش لازم الجو يقلب دراما و أنا مش ناقصة .. قفلت الصورة

كانت بس الصورة اللي تحتها صورة القرية المسلمة اللي حصلها إبادة جماعية في نيجيريا ... يادي الغم
شفت صورة تانية لواحد حافي مش لاقي حاجة يلبسها في رجله .. فما كان منه إلا انه جاب ازايز مية بلاستيك فاضية و ربطها في رجله بشاش عشان يمشي عليها !!!

فكرني بواقعة شهيرة كل أول شتاء .. ازاي بتخانق مع ماما أشتري بوت جديد عشان القديم وسع عليا ( مع ان مفيش مقاس قدم بيصغر في العالم ) و إذا رفضت بيكون ده سبب لاكتئاب حاد و يوم حزين لا ينقضي إلا ببوت جديد .
و لبس العيد اللي مش بنعيد غير بيه .. لو اتقالي في مرة انتي كبرتي على الحاجات دي غالبا الرد بيكون قاسي حبتين
و في ناس مش قادرة تشتري حاجة اسمها كسوة الصيف و كسوة الشتا !!!!

العلاج ده مفاده حاجات كتير
مثلا بيعرفك يعني إيه اكتئاب بجد . فتكتشف إن لسه بدري عليك شوية
ثانياً لو افترضنا ان الحاجات الصغيرة زعلتك فأكيد الكبيرة برضه هتزعلك .. و العياط هيبقى مفيد جدا لأنه هيعدي فترة الزعل بسرعة ان شاء الله
ده غير ان هيصرف اتجاه زعلك لحاجة تانية .. يعني بدل ما انت زعلان لسبب شخصي هتبقى زعلان لحال البلد أو لحال الفقراء أو العيانين و ده هيكسر حدة الانانية اللي موجودة في نفسك البشرية .

لي جدة هي ليست جدتي .. مربية بابا منذ كان صغيرا و اللي الى الآن لازم اشتكي لها عن كل حاجة وحشة في الدنيا
 لما تقولي كلمة ( مالك ؟؟؟ ) حنفية شكوى تتفتح  .عندها قدرة غريبة على الاستماع تديك قوة غريبة للفضفضة ..
بتكلم معاها و انا مفكرة اننا كده برتاح
أشكي لها عن مر الدراسة و ازاي أنا مش قادرة أذاكر و مش عارفة أنظم وقتي و اني هكون ( فاشلة ) السنة دي فتبتسم و تهون علي بلهجة عتاب : على أيامي علام البنات عندنا في البلد كان عيب .. ربنا طول في عمري عشان اشوفكم بتروحوا كليات و بتشتكوا منها مر الشكوى فكرك كده ده هيهون عليا ؟؟؟ يا ريتني عشت امتحن طول عمري . ربنا يكفيكي شر الجهل يا بنتي .

هنا أتذكر عندما كنت أسترسل في الحديث عن خلافاتي المعتادة مع أهلي .. و فجأة ألاقي حد وقفني و يقولي : احمدي ربنا انهم عندك .

أنزل المستشفى ألاقي حالة خفت من زمان الحمد لله .. بس حالته النفسية تعبانة عشان كان المفروض يخرج من اسبوع و ابنه الوحيد مجاش يستلمه لحد دلوقتي ..

حينها أشعر بــ ( صفعة الضمير

اللي بتقولك : صحصح .. بص كده لو فضلت تعيش أزمات المجتمع كله و تتأثر و تعيط كل ما تشوفها هتلاقي حياتك كلها غم .. و لكن أحيانا التعرض للسم يكسبنا مناعة ضده .
لو جربت ( مجرد تجربة لفترة وجيزة ) انك تعيش تجربة الغير مش هتلاقيهم أكبر من مأساتك
بل هتلاقي مأساتك لا تقارن بيهم .. بل أحيانا احنا مينفعش نقول عليها مأساة أصلا

لو جربت ذل الجهل ... هتستحمل مر التعليم
لو جربت ألم الفقر ... مش هتزعل عشان الخروجة باظت بسبب المصروف
لو جربت الكرسي بعجل ... يومك مش هيبوظ لو اتكعبلت قدام حد و ضحك عليك
لو جربت تعمل عملية استعادة ابصار و فشلت ... مش هتضايق من شكلك بالنضارة

و لكن للأسف هي الأنانية اللي تجدف بنا عكس تيار الحياة . فترمي بنا بعيدا لنصبح في جزيرة لا تسعى سوى لنا و لهمومنا .. و يصبح  ( همنا ) الأوحد هو ألا نشعر بــ ( الهم )

أو يمكن تكون قسوة على النفس .. فعلا قاسي جدا انك تكبر المشاكل و قاسي جدا انك تحصر نفسك في دائرة الحزن . من غير ما تبذل جهد لمحاولة تغيير الوضع
و كم هو قاس عندما تقنع نفسك بأنك الأسوأ حظا على وجه الأرض
أو انك الأتعس أو ان البقية أحسن منك حالا و أحوالا
ساعتها متعيبش على حد انه مش فاهمك .. أو بيحبطك أو بيزعلك

لو جربت تعامل نفسك على انه حد تاني بيخضع لرقابة و رعاية منك . لو زعلت واسيها و لو ضحكت اضحك معاها و لو غلطت تحاسبها .
كل مشاكلك هتتحل  

يكفي ان ربنا خلقلنا ( الزعل ) . عندما تشعر انه لا ملجأ إلا اليه سبحانه و تعالي و أن الخلاص يكمن في دعاءه
يكفي ان ربنا خلقلنا  ( الزعل ) نشارك به آلام الآخرين .. فتوقظ ضميرا تغافل لفترة
 يكفي ان ربنا خلقلنا ( الزعل ) فيحلو بعده طعم الفرح 

اذا لا تتعجب عندما أطلق على الزعل ( نعمة ) و مثلها مثل أي نعمة يمكن أن تتحول الى نقمة .
فقط تحتاج الى ان تسيء استخدامه فينقلب ضدك
 أو ان تستقبله بصدر رحب فتولد بعده انساناً جديداً

1 قالوا رأيهم:

آية إبراهيم يقول...

جمييييييييييل جدا جدا واسلوبك حلو أوى

فعلا افتكرت الحالات اللى بنبقى فاكرينها كآبة وبتبقى حالتنا حالة ..

بس بصراحة أول ماوصلت لـ "مش فاهمة حاجة فى الباثولوجى " ضحكت جدا :D
لأنى فاتحة مذكرة الباثولوجى قدامى أهو وحسيت انك قاعدة معايا دلوقتى ^_^


ده أول كومنت ليا هنا على فكرة
وأول كومنت فى عالم المدونات كله كمان :)

معلش طولت
بس مبسوطة بجد لسببين
ان أول مدونة اتابعها تكون اسمها
" ضحك ولعب وجد وحب " لأن الاسم ده ليه ذكريات حلوة معايا وكنت هسمى مدونتى بيه مع اختلاف بسيط يعنى "
عشان كدا شدنى أوى

ثانيا : لأنك طلعتى فى طب كمان :)

إرسال تعليق

هنا مساحة للتعبير عن رأيك بحرية ..

ازاي أنا رافع راسك وانتي بتحني في راسي ازاي ؟!

ازاي أنا رافع راسك وانتي بتحني في راسي ازاي ؟!

بحبك يا بلادي

بحبك يا بلادي

جمعة النصر : )

جمعة النصر : )

كلنا ايد واحدة

كلنا ايد واحدة