حينَ يصيرُ الحقُ فجورا
و الباطلُ نورا
و ضميرُ الأحياء رُفاتْ
أنتَ في ثورةِ وطني
حينَ تري العاريَ مستورا
و حجابَ الدين سُفورا
و حشودَ الثوار شتاتْ
أنتَ في ثورةِ وطني
حينَ تكتبُ بالكذبِ سطورا
و تشهدُ بالصدق الزورا
و تَضيعُ معاني الكلماتْ
أنتَ في ثورةِ وطني
ثورةِ وطني الحيرى
بين فرار و ثباتْ
ثورةِ وطني الذابلة
في حقلِ الاّفاتْ
ثورةِ وطني –قالوا- العذراء
دنسها قُوادُ اللواءاتْ
صرخَ الشابُ
و صمتَ الشيخُ!
و تَحلتْ بالحكمةِ – كذبا – قاماتْ
فحَمَلتْ - بالباطلِ- مَسْخَا
ليس له في عرفِ الوطن صفاتْ
أسموه في الحال "ديمقراطية"
و دللٌوه في المَهدِ بأميرِ الحُرٍيًاتْ
اّه يا ثورةَ وطني
صرخَ الشابُ يُنادي الثورةَ
صرخَ ينادي حُلماٌ اّتْ
لكنً الثورةَ سقطتْ صَرْعَى
برماح الحَارسِ في كلِ الساحاتْ
سَقطتْ تبكي وطناُ حُرًا
وشباباً يَغرقُ في الأمنياتْ
سَقطتْ صامتةً
و انهمَرَ الحُزنُ من الدمعاتْ
صرخَ الشابُ ينادي الثورةَ
و الحَارسُ يسخر: " أتُجيبُكَ حقا بعد مَواتْ؟!"
فهمَ الشابُ أخيرا
فهمَ الشابُ من بعد فَواتْ
فحمَل على الفور سِلاحا
ليثورَ الاّن بلا صوت
و بدون ضَجِيج هتافاتْ
أردَاهُ الحَارسُ في لطفٍ
ليُلحِـقَـه بِعدَادِ الأمواتْ
و ليَكتبَ نعيَهُ في كلِ جريدةٍ
و ليَبكي عليه في كلِ القنواتْ
اّه يا ثورةَ وطني
مسكينٌ ذاك الشابُ
ماتَ دونَ أن يَدري
أنً وليدَ الثورةِ ماتْ
بمرَضٍ خاصٍ بعسرِ الولاداتْ
شائعٍ لدى عَذَارَى الثوَرَاتْ
و قد حُرٍرَت شَهَادةُ الوَفَاة
و شُيٍعَ الفقيدُ في جِنَازَةٍ مُهِيبة
ليست كسَائرِ الجِنَازَاتْ
و عَلُقَ الحَارِسُ في جُملَةٍ بَلِيغَة :
"وَلَدٌ عَاق . . و العُقبَى لكم في المَسرًاتْ!"
"وَلَدٌ عَاق . . و العُقبَى لكم في المَسرًاتْ!"